قوله : «يُضَاعَفْ » قرأ ابن عامر وأبو بكر برفع «يُضَاعَف » و «يَخْلُدُ »{[36704]} على أحد وجهين : إمَّا الحال ، وإمَّا على الاستئناف{[36705]} . والباقون بالجزم فيهما{[36706]} بدلاً من «يَلْقَ »{[36707]} بدل اشتمال ، ومثله قوله :
مَتَى تَأْتِنَا تُلْمِمْ بِنَا في دِيَارِنَا *** تَجِدْ حَطَباً جَزْلاً وَنَاراً تأَجَّجَا{[36708]}
فأبدل من الشرط كما أبدل هنا من الجزاء . وابن كثير وابن عامر على ما تقدم لهما في البقرة{[36709]} من القصر والتضعيف في العين{[36710]} . ولم يذكر أبو حيان ابن عامر مع ابن كثير وذكره مع الجماعة في قُرَّائهم{[36711]} . وقرأ أبو جعفر وشيبة «نُضَعِّف » بالنون مضمومة وتشديد العين ، «العذَابَ » نصباً على المفعول به{[36712]} . وطلحة{[36713]} «يضاعف » مبنياً للفاعل ، أي : الله «العذاب » نصباً{[36714]} ، وطلحة بن سليمان «وتَخْلُد » بتاء الخطاب على الالتفات{[36715]} ، وأبو حيوة «وَيُخَلَّد » مشدداً مبنياً للمفعول{[36716]} . وروي عن أبي عمرو كذلك إلا أنه بالتخفيف{[36717]} .
و «مُهَاناً » حال{[36718]} ، وهو اسم مفعول من أَهَانَهُ يُهِينُه ، أي : أَذَلَّه وأَذَاقَهُ الهَوَانَ .
قال القاضي : بَيّن الله تعالى ( أن ){[36719]} المضاعفة والزيادة يكون حالها في الزيادة كحال الأصل ، فقوله : «وَيَخْلُد فِيهِ » أي : ويخلد في ذلك التضعيف ، وذلك إنما حصل بسبب العقاب على المعاصي ، فوجب أن يكون عقاب هذه المعاصي في حق الكافر دائماً ، وإذا كان كذلك وجب أن يكون في حق المؤمن كذلك ؛ لأن حاله فيما يستحق به لا يتغير سواء فعل مع غيره ، أو منفرداً .
والجواب : لم لا يجوز أن يكون للإتيان بالشيء مع غيره أثر في مزيد القبح ، ألا ترى أن الشيئين قد يكون كل واحد منهما في نفسه حسناً وإن كان الجميع قبيحاً ، وقد يكون كل واحد منهما قبيحاً ، ويكون الجمع بينهما أقبح{[36720]} . وسبب تضعيف العذاب أن المشرك إذا ارتكب المعاصي مع الشرك فيعذب على الشرك وعلى المعاصي ، فتضاعف العقوبة لمضاعفة المعاقب عليه ، وهذا يدل على أن الكفار مخاطبون بفروع الإسلام{[36721]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.