إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{يُضَٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَيَخۡلُدۡ فِيهِۦ مُهَانًا} (69)

{ يضاعف لَهُ العذاب يَوْمَ القيامة } بدلٌ من يلقَ لاتِّحادِهما في المعنى كقوله[ الطويل ]

متى تأتِنا تُلممْ بنا في ديارِنا *** تجدْ حَطَباً جَزْلاً وناراً تأجَّجاً{[599]}

وقرئ بالرَّفع على الاستئنافِ أو على الحالَّيةِ وكذا ما عُطف عليه وقرئ يُضعَّف ونُضعِّف له العذابَ بالنُّون ونصبِ العذابِ { وَيَخْلُدْ فِيهِ } أي في ذلكَ العذابِ المضاعفِ { مُهَاناً } ذليلاً مستحقراً جامعاً للعذاب الجُسمانيِّ والرُّوحانيِّ وقرئ يُخلَد ويُخلَّد مبنياً للمفعول من الإخلاد والتَّخليدِ . وقرئ تخلُد بالتاء على الالتفات المنبئ عن شدَّة الغضبِ ومضاعفةِ العذابِ لانضمامِ المعاصي إلى الكفر كما يفصح عنه قولُه تعالى { إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالحا }


[599]:هو لعبد الله في خزانة الأدب (9 / 90 ، 99)؛ والدرر (6 / 69)؛ وشرح أبيات سيبويه (2 / 66)؛ وشرح المفصل (7 / 53)؛ وبلا نسبة في شرح المفصل (10/ 20)، ولسان العرب (5 / 242) (نور)؛ والمقتضب (2 / 63)، وشرح قطر الندى (ص 90).