فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يُضَٰعَفۡ لَهُ ٱلۡعَذَابُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَيَخۡلُدۡ فِيهِۦ مُهَانًا} (69)

{ يضاعف لَهُ العذاب } قرأ نافع وابن عامر وحمزة والكسائي : { يضاعف } و{ يخلد } بالجزم ، وقرأ ابن كثير { يضعَّفْ } بتشديد العين وطرح الألف والجزم ، وقرأ طلحة بن سليمان : «نضعف » بضم النون ، وكسر العين المشدّدة والجزم ، وهي قراءة أبي جعفر وشيبة . وقرأ عاصم في رواية أبي بكر بالرفع في الفعلين على الإستئناف . وقرأ طلحة بن سليمان : «وتخلد » بالفوقية خطاباً للكافر . وروي عن أبي عمرو أنه قرأ «ويخلد » بضم الياء التحتية ، وفتح اللام . قال أبو عليّ الفارسي : وهي غلط من جهة الرواية ، ووجه الجزم في يضاعف أنه بدل من يلق لاتحادهما في المعنى ، ومثله قول الشاعر :

إن على الله أن تبايعا *** تؤخذ كرهاً أو تجيء طائعاً

والضمير في قوله : { وَيَخْلُدْ فِيهِ } راجع إلى العذاب المضاعف : أي يخلد في العذاب المضاعف { مُهَاناً } ذليلاً حقيراً .

/خ77