الرابع : التقييد بالمضاعفة في قوله تعالى مستأنفاً : { يضاعف } بأسهل أمر { له العذاب } جزاء ما أتبع نفسه هواها ، الخامس : التهويل بقوله تعالى : { يوم القيامة } الذي هو أهول من غيره بما لا يقاس ، السادس : الإخبار بالخلود الذي أقل درجاته أن يكون مكثاً طويلاً بقوله تعالى : { ويخلد فيه } وقرأ يضاعف ويخلد ابن عامر وشعبة برفع الفاء والدال ، والباقون بجزمهما وأسقط الألف من يضاعف مع تشديد العين ابن كثير وابن عامر فالجزم على أنهما بدلان من يلق بدل اشتمال ، والرفع على الاستئناف ، السابع : التصريح بقوله تعالى : { مهاناً } فلما أعظم الأمر من هذه الأوجه علم أن كلاً من هذه الذنوب كبير ، وإذا كان الأعم كبيراً كان الأخص المذكور أعظم من مطلق الأعم ؛ لأنه زاد عليه بما صار به خاصاً فثبت بهذا أنها كبائر وإن قتل الولد والزنا بحليلة الجار أكبر ما ذكر فوجد تصديق الآية للخبر .
وقرأ حفص مع ابن كثير بصلة الهاء بالياء من فيه قبل مهاناً ، فإن قيل : ذكر أن من صفات عباد الرحمان صفات حسنة فكيف يليق بعد ذلك أن يطهرهم عن الأمور العظيمة مثل الشرك والقتل والزنا فلو كان الترتيب بالعكس كان أولى ؟ أجيب : بأن الموصوف بتلك الصفات السابقة قد يكون متمسكاً بالشرك تديناً وبقتل الموؤدة تديناً وبالزنا تديناً فبين تعالى أن المراد لا يصير بتلك الخصال وحدها من عباد الرحمان حتى يجتنب تلك الكبائر ، وأجاب الحسن بأن المقصود من ذلك التنبيه على الفرق بين سيرة المسلمين وسيرة الكفار كأنه قال تعالى : وعباد الرحمان الذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ، وأنتم تدعون ولا يقتلون وأنتم تقتلون الموؤدة ولا يزنون وأنتم تزنون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.