ثم فسره بقوله : { يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ } أي : في العذاب { مُهَانًا } فالوعيد بالخلود لمن فعلها كلها ثابت لا شك فيه وكذا لمن أشرك بالله ، وكذلك الوعيد بالعذاب الشديد على كل واحد من هذه الثلاثة لكونها إما شرك وإما من أكبر الكبائر .
وأما خلود القاتل والزاني في العذاب فإنه لا يتناوله الخلود لأنه قد دلت النصوص القرآنية والسنة النبوية أن جميع المؤمنين سيخرجون من النار ولا يخلد فيها مؤمن ولو فعل من المعاصي ما فعل ، ونص تعالى على هذه الثلاثة لأنها من أكبر الكبائر : فالشرك فيه فساد الأديان ، والقتل فيه فساد الأبدان والزنا فيه فساد الأعراض .
قوله : يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيامَةِ . اختلفت القرّاء في قراءته ، فقرأته عامة قرّاء الأمصار سوى عاصم يُضَاعَفْ جزما ويَخْلُدْ جزما . وقرأه عاصم : يضَاعَفُ رفعا وَيَخْلُدُ رفعا كلاهما على الابتداء ، وأن الكلام عنده قد تناهى عند : يَلْقَ أثاما ثم ابتدأ قوله : يُضَاعَفُ لهُ العَذَابُ .
والصواب من القراءة عندنا فيه : جزم الحرفين كليهما : يضاعفْ ، ويخلدْ ، وذلك أنه تفسير للأثام لا فعل له ، ولو كان فعلاً له كان الوجه فيه الرفع ، كما قال الشاعر :
مَتى تأْتِهِ تَعْشُو إلى ضَوْءِ نارِهِ *** تَجِدْ خيرَ نارٍ عِنْدَها خَيْرُ مُوقِدِ
فرفع تعشو ، لأنه فعل لقوله تأته ، معناه : متى تأته عاشيا .
وقوله : ويَخْلُدْ فِيهِ مُهانا ويبقى فيه إلى ما لا نهاية في هوان . وقوله : إلاّ مَنْ تَابَ وآمَنَ وعَمِلَ عَمَلاً صَالِحا يقول تعالى ذكره : ومن يفعل هذه الأفعال التي ذكرها جلّ ثناؤه يلقَ أثاما إلاّ مَنْ تابَ يقول : إلا من راجع طاعة الله تبارك وتعالى بتركه ذلك ، وإنابته إلى ما يرضاه الله وآمَنَ يقول : وصدق بما جاء به محمد نبيّ الله وعَمِلَ عَمَلاً صَالِحا يقول : وعمل بما أمره الله من الأعمال ، وانتهى عما نهاه الله عنه . )
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.