معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٖ مَّأۡكُولِۭ} (5)

{ فجعلهم كعصف مأكول } كزرع وتبن أكلته الدواب فراثته ، فيبس وتفرقت أجزاؤه . شبه تقطع أوصالهم بتفرق أجزاء الروث . قال مجاهد : العصف ورق الحنطة . وقال قتادة : هو التبن . وقال عكرمة : كالحب إذا أكل فصار أجوف . وقال ابن عباس : هو القشر الخارج الذي يكون على حب الحنطة كهيئة الغلاف له .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٖ مَّأۡكُولِۭ} (5)

وصاروا كعصف مأكول ، وكفى الله شرهم ، ورد كيدهم في نحورهم ، [ وقصتهم معروفة مشهورة ] وكانت تلك السنة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصارت من جملة إرهاصات دعوته ، ومقدمات{[1478]}  رسالته ، فلله الحمد والشكر .


[1478]:في ب: أدلة.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٖ مَّأۡكُولِۭ} (5)

وقوله - سبحانه - { فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ } بيان للآثار الفظيعة التى ترتبت على ما فعلته الحجارة التى أرسلتها الطيور عليهم بإذن الله - تعالى - .

والعصف : ورق الزرع الذى يبقى فى الأرض بعد الحصاد ، وتعصفه الرياح فتأكله الحيوانات . أو هو التبن الذى تأكله الدواب .

أى : سلط الله - تعالى - عليهم طيرا ترميهم بحجارة من طين متحجر ، فصاروا بسبب ذلك صرعى هالكين ، حالهم في تمزقهم وتناثرهم كحال أوراق الأشجار اليابسة ، أو التبن الذي تأكله الدواب .

وهكذا نرى السورة الكريمة قد ساقت من مظاهرة قدرة الله - تعالى - ما يزيد المؤمنين إيمانا على إيمانهم ، وثباتا على ثباتهم ، وما يحمل الكافرين على الاهتداء إلى الحق ، والإِقلاع عن الشرك والجحود لو كانوا يعقلون .

نسأل الله - تعالى - أن يجعلنا من عباده الشاكرين .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٖ مَّأۡكُولِۭ} (5)

وقوله : { فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مأكولٍ } يعني تعالى ذكره : فجعل الله أصحاب الفيل كزرع أكلته الدوابّ فراثته ، فيبس وتفرّقت أجزاؤه ، شبّه تقطّع أوصالهم بالعقوبة التي نزلت بهم ، وتفرّق آراب أبدانهم بها ، بتفرّق أجزاء الروث ، الذي حدث عن أكل الزرع .

وقد كان بعضهم يقول : العَصْف : هو القشر الخارج الذي يكون على حبّ الحنطة من خارج ، كهيئة الغلاف لها . ذكر من قال : عُنِي بذلك ورق الزرع :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى ، وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { كَعَصْفٍ مأْكُولٍ } قال : ورق الحنطة .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { كَعَصْفٍ مأْكُولٍ }قال : هو التّبن .

وحُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ ، قال : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { كَعَصْفٍ مأْكُولٍ } : كزرع مأكول .

حدثني محمد بن عُمارة الأسديّ ، قال : حدثنا زريق بن مرزوق ، قال : حدثنا هبيرة ، عن سَلَمة بن نُبَيط ، عن الضحاك ، في قوله { كَعَصْفٍ مأْكُولٍ } قال : هو الهَبُور بالنبطية ، وفي رواية : المقهور .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مأْكُولٍ } قال : ورق الزرع وورق البقل ، إذا أكلته البهائم فراثته ، فصار رَوْثا .

ذكر من قال : عُني به قشر الحبّ :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { كَعَصْفٍ مأْكُولٍ } قال : البُرّ يؤكل ويُلْقى عَصْفُه الريح . والعَصْف : الذي يكون فوق البرّ : هو لحاء البرّ .

وقال آخرون في ذلك بما :

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن أبي سنان ، عن حبيب بن أبي ثابت : { كَعَصْفٍ مأْكُولٍ } قال : كطعام مطعوم .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٖ مَّأۡكُولِۭ} (5)

{ فجعلهم كعصف مأكول } كورق زرع وقع فيه والأكال وهو أن يأكله الدود ، أو أكل حبه فبقي صفرا منه ، أو كتين أكلته الدواب وراثته .

ختام السورة:

عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من قرأ سورة الفيل أعفاه الله أيام حياته من الخسف والمسخ " .