غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٖ مَّأۡكُولِۭ} (5)

والعصف ورق الزرع الذي يبقى في الأرض بعد الحصاد ، تفتته الرياح ، وتأكله المواشي . وقال أبو مسلم : هو التبن كقوله { والحب ذو العصف والريحان } [ الرحمن :12 ] وقال الفراء : هو أطراف الزرع . وقيل : هو الحب الذي أكل لبه وبقي قشره ، والمأكول الذي وقع فيه الأكال أي الدود ونحوه ، أي الذي أكلته الدواب وراثته ، إلا أنه جاء على آداب القرآن كقوله { كانا يأكلان الطعام } [ المائدة :75 ] ، قاله مقاتل وقتادة وعطاء عن ابن عباس . وقيل : مأكول حبه كما مر . وتشبيههم بورق الزرع المذكور إشارة إلى تدميرهم وتصييرهم أيادي سبا . قالوا : إن الحجاج خرب البيت ، ولم يحدث شيء من ذلك . وأجيب بأن قصده لم يكن تخريب الكعبة ، وإنما كان شيئاً آخر . وأيضاً كان إرسال الطير عليهم ، إرهاصاً للنبي صلى الله عليه آله ، وبعد تقرير نبوته لم يكن افتقار إلى الإرهاص . والله تعالى عالم بحقائق أحكامه ، وبه التوفيق وعليه التكلان .

/خ5