فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٖ مَّأۡكُولِۭ} (5)

{ فجعلهم كعصف مأكول } أي جعل الله أصحاب الفيل كورق الزرع إذا أكلته الدواب فرمت به من أسفل ، شبه لقطع أوصالهم بتفرق أجزائه ، وقيل : المعنى أنهم صاروا كورق زرع قد أكلت منه الدواب وبقي منه بقايا ، أو أكلت حبه فبقي بدون حبه . والعصف : جمع عصفة وعصافة وعصيفة ، وقد قدمنا الكلام في العصف في سورة الرحمان فارجع إليه .

قال ابن عباس : يقول : كالتبن ، وعن عائشة قالت : لقد رأيت قائد الفيل وسائسه بمكة أعميين مقعدين يستطعمان ، ونحوه عن أسماء بنت أبي بكر .

وعن ابن عباس قال : ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم عام الفيل . قال القرطبي : أي قبل مولده لخمسين يوما ، قال الخازن : وهذا هو القول الأصح ، فإنهم يقولون : ولد عام الفيل ، ويجعلونه تاريخا لمولده صلى الله عليه وآله وسلم .

وعن قيس بن محرم قال : ولدت أنا ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام الفيل ، وقيل : كان عام الفيل قبل ولادته صلى الله عليه وآله وسلم بأربعين سنة ، وقيل : بثلاث وعشرين سنة ، وقيل غير ذلك .