التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَرَءَا ٱلۡمُجۡرِمُونَ ٱلنَّارَ فَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمۡ يَجِدُواْ عَنۡهَا مَصۡرِفٗا} (53)

قوله تعالى { ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا }

قال الشيخ الشنقيطي : ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن المجرمين يرون النار يوم القيامة ، ويظنون أنهم مواقعوها ، أي مخالطوها وواقعون فيها . والظن في هذه الآية بمعنى اليقين ، لأنهم أبصروا الحقائق وشاهدوا الواقع وقد بين تعالى في غير هذا الموضع أنهم موقنون بالواقع ، كقوله عنهم { ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون } وكقوله { فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد } وقوله تعالى { أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا } الآية .

قال ابن حبان : أخبرنا ابن سَلم ، قال : حدثنا حرملة ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، أن أبا السمح حدثه ، عن ابن حُجيرة ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : يُنصب للكافر يوم القيامة مقدار خمسين ألف سنة ، وإن الكافر ليرى جهنم ويظن أنها مواقعته من مسيرة أربعين سنة " .

( الإحسان 16/349ح7352 . قال محققه : إسناده حسن ، رجاله ثقات رجال مسلم غير أبي السمح . . . فقد روى له أصحاب السنن وهو صدوق . وله شاهد من حديث أبي سعيد ، وأخرجه أحمد ( المسند3/75 )وأبو يعلى ( المسند2/524ح1385 ) ، والحاكم في المستدرك( 4/597 )وقال : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي . وقال الهيثمي : إسناده حسن . . . ( مجمع الزوائد10/336 ) .

أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة قوله : { فظنوا أنهم مواقعوها } قال : علموا .