فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَرَءَا ٱلۡمُجۡرِمُونَ ٱلنَّارَ فَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمۡ يَجِدُواْ عَنۡهَا مَصۡرِفٗا} (53)

{ ورأى المجرمون النار } أي عاينوها من مسيرة أربعين عاما وهو موضوع موضع الضمير للإشارة إلى زيادة الذم لهم بهذا الوصف المسجل عليهم به { فظنوا } أي أيقنوا { أنهم مواقعها } أي داخلوها وواقعون فيها ، والمواقعة المخالطة بالوقوع فيها ، وقيل : إن الكفار يرون النار من مكان بعيد فيظنون ذلك ظنا { ولم يجدوا عنها مصرفا } أي معدلا يعدلون إليه أو انصرافا لأن النار قد أحاطت بهم من كل جانب .

قال الواحدي : المصرف الموضع الذي ينصرف إليه . وقال القتيبي : أي معدلا ينصرفون إليه ، وقيل ملجأ يلجئون إليه ، والمعنى متقارب في الجميع .