{ ورأى المجرمون النار } هي رؤية عين أي عاينوها ، والظن هنا قيل : على موضوعه من كونه ترجيح أحد الجانبين .
وكونهم لم يجزموا بدخولها رجاء وطمعاً في رحمة الله .
وقيل : معنى { فظنوا } أيقنوا قاله أكثر الناس ، ومعنى { مواقعوها } مخالطوها واقعون فيها كقوله { وظنوا أن لا ملجأ من الله إلاّ إليه } { الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم } وقال ابن عطية : أطلق الناس أن الظن هنا بمعنى التيقن ، ولو قال بدل ظنوا أيقنوا لكان الكلام متسقاً على مبالغة فيه ، ولكن العبارة بالظن لا تجيء أبداً في موضع يقين تام قد ناله الحسن بل أعظم درجاته أن يجيء في موضع علم متحقق ، لكنه لم يقع ذلك المظنون وإلاّ فمن يقع ويحس لا يكاد يوجد في كلام العرب العبارة عنه بالظن .
وتأمل هذه الآية وتأمل قول دريد :
فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج . . .
وفي مصحف عبد الله ملاقوها مكان { مواقعوها } وقرأه كذلك الأعمش وابن غزوان عن طلحة ، والأولى جعله تفسيراً لمخالفة سواد المصحف .
وعن علقمة أنه قرأ ملافوها بالفاء مشددة من لففت .
وفي الحديث : « إن الكافر ليرى جهنم ويظن أنها مواقعته من مسيرة أربعين سنة » ومعنى { مصرفاً } معدلاً ومراعاً .
أزهير هل عن شيبة من مصرف ***أم لا خلود لباذل متكلف
وأجاز أبو معاذ { مصرفاً } بفتح الراء وهي قراءة زيد بن عليّ جعله مصدراً كالمضرب لأن مضارعه يصرف على يفعل كيصرف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.