التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفّٗا لَّقَدۡ جِئۡتُمُونَا كَمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةِۭۚ بَلۡ زَعَمۡتُمۡ أَلَّن نَّجۡعَلَ لَكُم مَّوۡعِدٗا} (48)

قوله تعالى { وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا } .

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى { لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة } ، هذا الكلام مقول قول محذوف . وحذف القول مطرد في اللغة العربية ، كثير جدا في القرآن لعظيم . والمعنى : يقال لهم يوم القيامة لقد جئتمونا ، أي والله لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة ، أي حفاة عراة غرلا ، أي غير مختونين ، كل واحد منكم فرد لا مال معه ولا ولد ، ولا خدم ولا حشم ، وقد أوضح هذا المعنى في مواضع أخر ، كقوله { ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون } وقوله { لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا } وقوله تعالى { كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا } الآية ، وقوله { كما بدأكم تعودون } تقدم .

وانظر سورة الأنبياء آية ( 104 ) .