التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{ٱلۡمَالُ وَٱلۡبَنُونَ زِينَةُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَٱلۡبَٰقِيَٰتُ ٱلصَّـٰلِحَٰتُ خَيۡرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابٗا وَخَيۡرٌ أَمَلٗا} (46)

قوله تعالى { المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا }

قال أحمد : حدثتنا أبو عبد الرحمن المقري ، حدثنا حيوة أنبأنا أبو عقيل أنه سمع الحارث مولى عثمان يقول : جلس عثمان يوما وجلسنا معه ، فجاء المؤذن ، فدعا بماء في إناء ، أظنه سيكون فيه مُدّ ، فتوضأ ثم قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوئي هذا تم قال : " ومن توضأ وضوئي ثم قام فصلى صلاة الظهر غُفر له ما كان بينها وبين الصبح ، ثم صلى العصر غُفر له ما بينها وبين صلاة الظهر ، ثم صلى المغرب غفر له ما بينها وبين صلاة العصر ، ثم صلى العشاء غُفر له ما بينها وبين صلاة المغرب ، ثم لعله أن يبيت يتمرغ ليلته ، ثم صلى العشاء غفر له ما بينها وبين صلاة المغرب ، ثم لعله أن يبيت يتمرغ ليلته ، ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح غُفر له ما بينها وبين صلاة العشاء ، وهنّ الحسنات يُذهبن السيئات ، قالوا : هذه الحسنات فما الباقيات يا عثمان ؟ قال : هن لا إله إلا الله ، وسبحان الله ، والحمد لله والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله " .

( المسند1/382ح513 )قال محققه : إسناده صحيح ، وأخرجه ابن جرير ( التفسير15/511-512ح18662 ) . وذكره الهيثمي في( مجمع الزوائد1/297 ) وقال : ورجاله رجال الصحيح غير الحارث مولى عثمان ، وهو ثقة وصحح السيوطي إسناده في( الدر4/353 ) ، وقال الشيخ محمود شاكر في حاشية الطبري : صحيح الإسناد .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { والباقيات الصالحات } ، قال : هي ذكر قول لا إله إلا الله ، والله أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله ، وتبارك الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، واستغفر الله ، وصلى الله على رسول الله والصيام والصلاة والحج والصدقة والعتق والجهاد والصلة ، وجميع أعمال الحسنات ، وهن الباقيات الصالحات ، التي تبقى لأهلها في الجنة ما دامت السموات والأرض .