فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَرَءَا ٱلۡمُجۡرِمُونَ ٱلنَّارَ فَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمۡ يَجِدُواْ عَنۡهَا مَصۡرِفٗا} (53)

{ وَرَأَى المجرمون النار فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُّوَاقِعُوهَا } : { المجرمون } موضوع موضع الضمير للإشارة إلى زيادة الذمّ لهم بهذا الوصف المسجل عليهم به ، والظن هنا بمعنى اليقين . والمواقعة : المخالطة بالوقوع فيها ، وقيل : إن الكفار يرون النار من مكان بعيد فيظنون ذلك ظناً { وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا } أي : معدلاً يعدلون إليه ، أو انصرافاً ، لأن النار قد أحاطت بهم من كل جانب . قال الواحدي : المصرف : الموضع الذي ينصرف إليه . وقال القتيبي : أي معدلاً ينصرفون إليه ، وقيل : ملجأً يلجأون إليه . والمعنى متقارب في الجميع .

/خ53