الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَرَءَا ٱلۡمُجۡرِمُونَ ٱلنَّارَ فَظَنُّوٓاْ أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمۡ يَجِدُواْ عَنۡهَا مَصۡرِفٗا} (53)

قوله : { مَصْرِفاً } : المَصْرِفُ : المَعْدِل . قال الهذلي :

أزهيرُ هل عَنْ شَيْبَةٍ مِنْ مَصْرِفِ *** أم لا خُلُوْدَ لباذِلٍ متكلِّفِ

ويجوز أَنْ يكونَ اسمَ مكانٍ أو زمانٍ . وقال أبو البقاء : " مَصْرِفاً : أي انْصِرافاً ، ويجوز أَنْ يكونَ مكاناً " . قلت : وهذا سَهْوٌ فإنه جَعَلَ المَفْعِل بكسرِ العينِ مصدراً لِما مضارعُه يَفْعِل بالكسرِ من الصحيح ، وقد نصُّوا على أنَّ اسمَ مصدر هذا النوعِ مفتوحُ العين ، واسمَ زمانِه ومكانِه مكسوراها نحو : المَضْرَب والمَضْرِب .

وقرأ زيدُ بن عليّ رضي الله عنه " مَصْرِفاً " بفتح الراء جعله مصدراً ؛ لأنَّه مكسور العين في المضارع فهو كالمَضْرَب بمعنى الضَّرْب ، وليت أبا البقاءِ ذكر هذه القراءةَ وَوَجَّهَها بما ذكره قبلُ .