إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ} (35)

وقوله تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الموت } أي ذائقةٌ مرارةَ مفارقتِها جسدَها ، برهانٌ على ما أُنكِرَ من خلودهم .

{ وَنَبْلُوكُم } الخطابُ إما للناس كافة بطريق التلوينِ أو للكفرة بطريق الالتفات أي نعاملكم معاملة من يبلوكم { بالشر والخير } بالبلايا والنعم هل تصبرون وتشكرون أو لا { فِتْنَةً } مصدرٌ مؤكد لنبلوَكم من غير لفظِه { وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } لا إلى غيرنا لا استقلالاً ولا اشتراكاً فنجازيكم حسبما يظهر منكم من الأعمال ، فهو على الأول وعد ووعيدٌ وعلى الثاني وعيدٌ محضٌ وفيه إيماءٌ إلى أن المقصود من هذه الحياة الدنيا الابتلاءُ والتعريضُ للثواب والعقاب ، وقرئ يُرجعون بالياء على الالتفات .