محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ} (35)

{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } .

{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ } أي نختبركم بما يجب فيه الصبر من المصائب ، وما يجب فيه الشكر من النعم { فِتْنَةً } أي اختبارا . وهو مصدر مؤكد ( لنبلوكم ) من غير لفظه { وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } ، أي فنجازيكم على حسب ما يوجد منكم من الصبر أو الشكر . قال الزمخشري : وإنما سمي ذلك ابتلاء ، وهو عالم بما سيكون من أعمال العالمين قبل وجودهم ، لأنه في صورة الاختبار . أي فهو استعارة تمثيلية . قال القاضي : وفي الآية إيماء بأن المقصود من هذه الحياة الابتلاء والتعريض للثواب والعقاب تقريرا لما سبق . وقدم الشر لأنه اللائق بالمنكر عليهم .