التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَٰجِنَا وَذُرِّيَّـٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡيُنٖ وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِينَ إِمَامًا} (74)

قوله تعالى { والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما }

قال ابن حبان : أخبرنا الحسن بن سفيان ، حدثنا حِبان بن موسى ، أخبرنا عبد الله ، عن صفوان بن عَمرو قال : حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه ، قال : جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما ، فمرّ به رجل ، فقال : طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله لوددنا أنّا رأينا ما رأيت ، وشهدنا ما شهدت ، فاستغضب ، فجعلت أعجب ، ما قال إلا خيرا ، ثم أقبل إليه ، فقال : ما يحمل الرجل على أن يتمنى محضرا غيّبه الله عنه ، لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه ، والله لقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوام أكبّهم الله على مناخرهم في جهنم لم يُجيبوه ولم يصدقوه ، أو لا تحمدون الله إذ أخرجكم تعرفون ربكم ، مصدقين لما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم ، قد كفيتم البلاء بغيركم ؟ والله لقد بُعث النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حال بُعث علينا نبي الأنبياء وفترة وجاهلية ما يرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان ، فجاء بفرقان فرّق بين الحق والباطل ، وفرّق بين الوالد وولده ، حتى إن كان الرجل ليرى ولدَه أو والده أو أخاه كافرا وقد فتح الله قُفل قلبه للإيمان يعلم أنه إن هلك دخل النار ، فلا تقر عينه ، وهو يعلم أن حبيبه في النار ، وأنها التي قال الله : { الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرّياتنا قرة أعين } الآية .

( الإحسان14/489-490-ك التاريخ ، ب تبليغه صلى الله عليه وسلم الرسالة وما لقي من قومه ) ، وأخرجه أحمد في ( مسنده6/2-3 ) وقال ابن كثير عن رواية أحمد : هذا إسناد صحيح ولم يخرجوه . وقال محقق الإحسان : إسناده صحيح على شرط مسلم ) وأخرجه البخاري في الأدب المفرد ( 1/169ح87 ) من طريق عبد الله بن المبارك به ، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد ( ح64 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين } يعنون : من يعمل لك بالطاعة ، فتقر بهم أعيننا في الدنيا والآخرة .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قول الله { واجعلنا للمتقين إماما } يقول : أئمة الهدى ليهتدى بنا ولا تجعلنا ضلالة لأنه قال لأهل السعادة { وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا } ولأهل الشقاوة { وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار } .