التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{قُلۡ أَيُّ شَيۡءٍ أَكۡبَرُ شَهَٰدَةٗۖ قُلِ ٱللَّهُۖ شَهِيدُۢ بَيۡنِي وَبَيۡنَكُمۡۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ بَلَغَۚ أَئِنَّكُمۡ لَتَشۡهَدُونَ أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ ءَالِهَةً أُخۡرَىٰۚ قُل لَّآ أَشۡهَدُۚ قُلۡ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ وَإِنَّنِي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ} (19)

قوله تعالى : ( قل أي شيء أكبر شهادة )

أخرج ابن آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله تعالى ذكره ( قل أي شيء أكبر شهادة ) قال : أمر محمد أن يسأل قريشا ثم أمر أن يخبرهم فيقول : ( الله شهيد بيني وبينكم )

قوله تعالى ( وأوحي إلي هذا القران لأنذركم به ومن بلغ )

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، قوله ( وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به )يعني أهل مكة ( ومن بلغ ) يعني : ومن أبلغه هذا القران فهو له نذير

قال الشنقيطي : قوله تعالى ( وأوحي إلي هذا القران لأنذركم به ومن بلغ )صرح في هذه الآية الكريمة بأنه صلى الله عليه وسلم منذر لكل من بلغه هذا القرآن العظيم كائنا من كان ، ويفهم من الآية أن الإنذار به عام لكل من بلغه وأن كل من بلغه ولم يؤمن به فهو في النار وهو كذلك . أما عموم إنذاره لكل من بلغه فقد دلت عليه آيات أخر أيضا كقوله : ( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا )وقوله ( وما أرسلناك إلا كافة للناس )

وقوله ( تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ) . وأما دخول من لم يؤمن به النار فقد صرح به تعالى في قوله ( ومن يكفر ) به من الأحزاب فالنار موعده )