التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا فِي كُلِّ قَرۡيَةٍ أَكَٰبِرَ مُجۡرِمِيهَا لِيَمۡكُرُواْ فِيهَاۖ وَمَا يَمۡكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ} (123)

قوله تعالى : ( وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها . . . )

قال الشيخ الشنقيطي : ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة : أنه جعل في كل قرية أكابر المجرمين منها ليمكروا فيها ، ولم يبين المراد بالأكابر هنا ، ولا كيفية مكرهم ، و بين جميع ذلك في مواضع أخر : فبين أن مجرميها الأكابر هم أهل الترف ، والنعمة في الدنيا

، بقوله ( وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا بما أرسلتم به كافرون ) ، وقوله ( كذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) ونحو ذلك من الآيات . وبين أن مكر الأكابر المذكور : هو أمرهم بالكفر بالله تعالى ، وجعل الأنداد له بقوله ( وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا ) ، و قوله ( ومكروا مكرا كبارا وقالوا لا تذرن آلهتكم ) الآية .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد ( أكابر مجرميها ) قال : عظماؤها .