الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا فِي كُلِّ قَرۡيَةٍ أَكَٰبِرَ مُجۡرِمِيهَا لِيَمۡكُرُواْ فِيهَاۖ وَمَا يَمۡكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ} (123)

قوله : { وكذلك جعلنا في كل قرية أكبر مجرميها } الآية [ 124 ] .

المعنى : وكما زينا للكافرين ما كانوا يعملون ، كذلك جعلنا في كل قرية عظماء مجرميها ، يعني أهل الكفر والمعصية { ليمكروا فيها } ، { وما يمكرون } أي : ما يحيق مكرهم ذلك إلا بأنفسهم ، لأن الله من وراء عقوبتهم على ما يمكرون{[21703]} . والأكابر : العظماء{[21704]} ، جمع أكبر{[21705]} .

وذكر ابن قتيبة أن في الكلام تقديما وتأخيرا ، والتقدير عنده : وكذلك ( ( جعلنا ){[21706]} في ( كل ){[21707]} قرية مجرميها ( أكابر ){[21708]} ){[21709]} . فَنَصَب ( مُجْرمِيها ) ب{[21710]}( جعلنا ) و( أكابر ) مفعول ثان{[21711]} ل( جَعَلَ ){[21712]} ، كأن جعل عنده بمعنى ( صَيَّر ){[21713]} ، يتعدى إلى مفعولين{[21714]} .

وحُكِي عن العرب ( الأكابرة ) بالهاء{[21715]} .

وقوله تعالى : { ليمكروا فيها } هو مثل { ليكون لهم عدوا }{[21716]} ، لما كان عاقبة أمرهم فيما تقدم من علمه تؤول{[21717]} إلى ذلك ، صار كأنهم جُعِلوا في كل قرية ليمكروا{[21718]} .


[21703]:ب: ينكرون. وانظر: تفسير الطبري 12/93، ومعاني الزجاج 2/288.
[21704]:انظر: مجاز أبي عبيدة 1/206، وغريب ابن قتيبة 159.
[21705]:ب: أكبر. وانظر: معاني الأخفش 504، وتفسير الطبري 12/94.
[21706]:ساقطة من د.
[21707]:ساقطة من أ.
[21708]:ساقطة من د.
[21709]:غريبه 159.
[21710]:ب د: تانى.
[21711]:ساقطة من د.
[21712]:انظر: إعراب مكي 268.
[21713]:د: صبر.
[21714]:انظر: المحرر 6/143.
[21715]:انظر: تفسير الطبري 12/94.
[21716]:القصص آية 7. وانظر: إعراب النحاس 1/578.
[21717]:ب: نزول.
[21718]:انظر: إعراب مكي 268.