{ وكذلك } أي مثل ذلك الجعل بمكة { جعلنا في كل قرية أكابر } الأكابر جمع أكبر وقيل هم الرؤساء والعظماء وخصهم بالذكر لأنهم أقدر على الفساد والغدر وترويج الباطل بين الناس من غيرهم ، وإنما حصل ذلك لأجل رياستهم ، وذلك سنة الله أنه جعل في كل قرية أتباع الرسل ضعفاءها وجعل فساقها أكابر { مجرميها } قال الواحدي في الآية تقديم وتأخير أي مجرميها أكابر ، وإنما جعل المجرمين أكابر لأن ما فيهم من السعة أدعى لهم إلى المكر والكفر .
{ ليمكروا فيها } بالصد عن الإيمان ، واللام على ظاهرها أو للعاقبة أو للعلة مجازا ، قال أبو عبيدة : المكر الخديعة والغدر والحلية والفجور ، وزاد بعضهم الغيبة والنميمة والأيمان الكاذبة وترويج الباطل ، قال ابن عباس : ليقولوا فيها الكذب ، عن عكرمة قال : نزلت في المستهزئين ، وقيل المعنى ليتجبروا على الناس فيها ويعملوا بالمعاصي ، دليله { ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض } .
{ وما يمكرون إلا أنفسهم } المكر الحيلة في مخالفة الاستقامة وأصله الفتل ، فالماكر يفتل عن الاستقامة أي يصرف عنها أي ما يحيق هذا المكر إلا بهم لأن وبال مكرهم عائد عليهم { وما يشعرون } بذلك لفرط جهلهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.