{ وَجَعَلْنَا } ، في هذه الآية : بمعنى صَيَّرنا ، فهي تتعدى إلى مفعولَيْن ، الأول : { مُجْرِمِيهَا } ، والثاني : { أكابر } ، وفي الكلام ، على هذا : تقديمٌ وتأخير ، وتقديره : وكذلك جعلنا في كلِّ قريةٍ مجرميها أَكَابِرَ ، وقدَّم الأهمَّ ، إذ لعلَّة كِبْرهم أجرموا ، ويصح أن يكون المفعولُ الأول : «أكابر » ، و«مجرميها » ، مضافٌ ، والمفعولُ الثانيِ : في قوله : { فِي كُلِّ قَرْيَةٍ } ، و{ لِيَمْكُرُواْ } : نصب بلامِ الصيرورةِ ، والأكابر : جمع أكْبَر ، كما الأفاضلُ جمع أفْضَل ، قال الفَخْر : وإنما جعل المجرمين أكابر ، لأنهم لأجل رياستهم أقْدَرُ على الغَدْرِ والمَكْرِ ورُكُوبِ الباطلِ من غيرهم ، ولأن كثرة المال والجاه يَحْمِلاَنِ الإنسان على المبالغةِ في حِفْظهما ، وذلك الحِفْظُ لا يتمُّ إلا بجميع الأخلاق الذميمةِ ، كالغَدْر والمَكْر والكَذِب والغِيبة ، والنَّميمة ، والأَيْمَان الكاذبة ، ولو لم يكن للمالِ والجاهِ سوى أنَّ اللَّه تعالى حَكَم بأنه إنما وصفَ بهذه الأوصافِ الذميمةِ مَنْ كان له مالٌ وجاه ، لكفى ذلك دليلاً على خَسَاسة المالِ والجَاهِ ، انتهى . وما ذكره في المال والجاه هو الأغلَبُ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.