التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ} (8)

قوله تعالى { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } .

قال البخاري : حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق قال : سمعت عبد الله بن معقل قال : سمعت عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اتقوا النار ولو بشق تمرة " .

[ الصحيح 3/ 332- ك الزكاة ، ب اتقوا النار ولو بشق تمرة ح 1417 ] .

وانظر حديث البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه المتقدم تحت الآية [ 60 ] من سورة الأنفال : " الخيل ثلاثة . . " .

أخرج البخاري بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الخيل لثلاثة : لرجل أجرٌ ، ولرجل سترٌ ، وعلى رجل وزر . فأما الذي له أجرٌ ، فرجل ربطها في سبيل الله ، فأطال لها في مرْج أو روضة ، فما أصابت في طيلها ذلك في المرج والروضة كان له حسنات ، ولو أنها قطعت طيَلها فاستنت شرفا أو شرفين ، كان آثارها وأرواثها حسنات له ، ولو أنها مرتْ بنهر فشربت منه –ولم يرد أن يسقي به- كان ذلك حسنات له ، فهي لذلك الرجل أجر ، ورجل ربطها تغنيا وتعفّفا ولم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها ، فهي له ستر . ورجل ربطها فخرا ورئاء ونواء فهي على ذلك وزر " فسُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحُمر ؟ قال : ما أنزل عليّ فيها إلا هذه الآية الفاذة الجامعة { فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } .

[ الصحيح- التفسير ، ب قوله تعالى { فمن يعمل مثقال ذرة . . } 8/ 726ح 4962 .

قال ابن ماجة : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا خالد بن مخلد ، حدثني سعيد ابن مسلم بن بانك ، قال : سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير يقول : حدثني عوف بن الحارث عن عائشة قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا عائشة ! إياك ومحقرات الأعمال فإن لها من الله طالبا " .

[ السنن 2/ 1417 ح 4243- ك الزهد ، ب ذكر الذنوب ] قال البوصيري في الزوائد : هذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات ، وأخرجه أحمد [ المسند 6/ 70 ] ، والدارمي [ السنن 1/ 395- ك الزكاة ، ب كراهية رد السائل بغير شيء ] ، وابن حبان في صحيحه [ الإحسان 12/ 379 ح 5568 ] من طرق عن سعيد بن مسلم به ، وقال محقق الإحسان : إسناده صحيح على شرط البخاري ، رجاله رجال الشيخين .

وانظر سورة البقرة آية [ 83 ] وفيها حديث مسلم عن أبي ذر مرفوعا : " لا تحقرن منا المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق " .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره } قال : ليس مؤمن ولا كافر عمل خيرا ولا شرا في الدنيا ، إلا آتاه الله إياه . فأما المؤمن فيرى حسناته وسيئاته ، فيغفر الله له سيئاته ، وأما الكافر فيرد حسناته ، ويعذبه بسيئاته .