{ فمن يعمل مثقال ذرة } : وزن نملة صغيرة ، أو ما يرى في الشمس من الهباء ، { خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا{[5439]} يره } ، عن ابن مسعود رضي الله عنه : هذه أحكم آية في كتاب الله ، وكان عليه السلام يسميها " الفاذة الجامعة " {[5440]} ، وفي إحباط بعض أعمال الخير ، والعفو عن بعض أعمال الشر ، إشكال ، اللهم إلا أن يقال : الآية مشروطة بعدم الإحباط ، والعفو ، وما ذكره النسائي ، وابن ماجة أنه لما نزلت قال أبو بكر : إني أجزى بما عملت من مثقال ذرة من شر ، فقال عليه السلام : " ما رأيت في الدنيا مما تكره فبمثاقيل ذر الشر ، ويدخر الله لك مثاقيل ذر الخير حتى توفاه يوم القيامة " ، فلا يخلو عن إشكال ؛ لأن قوله : " فمن يعمل " مترتب على قوله : " يومئذ يصدر " ، فالظاهر أن رؤية جزاء الأعمال في الآخرة لا في الدنيا ، اللهم إلا أن يقال : قد تم الكلام عند قوله : " ليروا أعمالهم " ، وقوله : " فمن يعمل " ابتداء كلام وحكم على حياله ، وعن سعيد{[5441]} بن جبير : كان المسلمون يرون أنهم لا يؤجرون على الشيء القليل إذا أعطوه ، وكان آخرون يرون أن لا يلامون على الذنب اليسير الكذبة ، والنظرة ، والغيبة وأشباهها ، فرغبهم الله في القليل من الخير ، وحذرهم عن القليل من الشر ، فنزلت :{ فمن يعمل مثقال ذرة } الخ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.