وقولُه تعالَى : { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ } تفصيلٌ ليرَوا ، وَقُرِئَ ( يُرَه ) ، والذرةُ النملةُ الصغيرةُ ، وَقيلَ ما يُرى في شُعاعِ الشمسِ منَ الهباءِ ، وَأياً مَا كان فمَعنى ما يعادلُها منْ خيرٍ وشرَ إما مشاهدةُ جزائِه ، فَمَنِ الأُولى مختصةٌ بالسُّعداءِ والثانيةُ بالأشقياءِ ، كيفَ لا وحسناتُ الكافرِ محبطةٌ بالكفرِ ، وسيئاتُ المؤمنِ المجتنبِ عن الكبائرِ معفوةٌ ، وما قيلَ : مِنْ أن حسنةَ الكافرِ تؤثرُ في نقصِ العقابِ يردُّه قولُه تعالَى : { وَقَدِمْنَا إلى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء منثُوراً } [ سورة الفرقان ، الآية 23 ] وأما مشاهدةُ نفسِه من غيرِ أنْ يعتبرَ مَعَهُ الجزاءُ ولاَ عدمُه بلْ يفوضُ كلٌّ منَهما إلى سائرِ الدلائلِ الناطقةِ بعفوِ صغائرِ المؤمنِ المجتنبِ عنِ الكبائرِ ، وإثابتِه بجميعِ حسناتِه ، وبحبوطِ حسناتِ الكافرِ ، ومعاقبتِه بجميعِ معاصيهِ ، فالمَعْنى ما رُوِيَ عنِ ابنِ عباسٍ رضيَ الله عنهُما : «ليسَ منْ مؤمنٍ وَلاَ كافرٍ عملَ خيراً أو شراً إلا أراهُ الله تعالَى إيَّاهُ ، أما المؤمنُ فيغفرُ له سيئاتِه ويثيبُه بحسناتِه ، وأما الكافِرُ فيردُّ حسناتِه تحسراً ويعاقبُه بسيئاتِه » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.