{ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ } أي وزن نملة . وهي أصغر ما يكون من النمل . قال مقاتل : فمن يعمل في الدنيا مثقال ذرّة خيراً يره يوم القيامة في كتابه فيفرح به . وكذلك { مَن يَعْمَل } في الدنيا { مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ } يوم القيامة فيسوؤه ، ومثل هذه الآية قوله : { إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ } [ النساء : 40 ] . وقال بعض أهل اللغة : إن الذرّة هو أن يضرب الرجل بيده على الأرض ، فما علق من التراب ، فهو الذرّة . وقيل : الذرّ ما يرى في شعاع الشمس من الهباء ، والأوّل أولى . ومنه قول امرؤ القيس :
من القاصرات الطرف لو دبّ محول *** من الذرّ فوق الأتب منها لأثرا
و«من » الأولى عبارة عن السعداء ، و«من » الثانية عبارة عن الأشقياء . وقال محمد بن كعب : فمن يعمل مثقال ذرّة من خير من كافر يرى ثوابه في الدنيا وفي نفسه وماله وأهله وولده حتى يخرج من الدنيا ، وليس له عند الله خير ، ومن يعمل مثقال ذرّة من شرّ من مؤمن يرى عقوبته في الدنيا في ماله ونفسه وأهله وولده حتى يخرج من الدنيا ، وليس له عند الله شرّ ، والأوّل أولى . قال مقاتل : نزلت في رجلين كان أحدهما يأتيه السائل فيستقلّ أن يعطيه التمرة والكسرة ، وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير ، ويقول : إنما أوعد الله النار على الكافرين . قرأ الجمهور { يَرَهُ } في الموضعين بضم الهاء وصلاً وسكونها وقفاً ، وقرأ هشام بسكونها وصلاً ووقفاً . ونقل أبو حيان عن هشام وأبي بكر سكونها ، وعن أبي عمرو ضمها مشبعة ، وباقي السبعة بإشباع الأولى ، وسكون الثانية ، وفي هذا الثقل نظر ، والصواب ما ذكرنا . وقرأ الجمهور : { يَرَهُ } مبنياً للفاعل في الموضعين . وقرأ ابن عباس وابن عمر والحسن والحسين ابنا عليّ وزيد بن عليّ وأبو حيوة وعاصم والكسائي في رواية عنهما والجحدري والسلمي وعيسى على البناء للمفعول فيهما : أي يريه الله إياه . وقرأ عكرمة : { يَرَاهُ } على توهم أن من موصولة ، أو على تقدير الجزم بحذف الحركة المقدّرة في الفعل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.