ثم قال عز وجل : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره } يعني : مقدار ذرة ، وهو الذي يرى في شعاع الشمس . يعني : يرى ثوابه في الآخرة { ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } يعني : يرى جزاءه في الآخرة . وروى قتادة ، عن محمد بن كعب القرظي في قوله { فمن يعلم مثقال ذرة خيرا يره } الآية قال : " ما من كافر عمل مثقال ذرة خير ، إلا عجل لو ثواب ذلك في الدنيا ، في نفسه أو أهله ، أو في ماله ، حتى يخرج من الدنيا ، وليس عند الله مثقال ذرة من خير ، وما من مؤمن عمل مثقال ذرة من شر ، إلا عجل له عقوبتها في الدنيا ، في نفسه أو في ماله أو في أهله ، حتى يخرج من دار الدنيا وليس له عند الله مثقال ذرة من شر " .
وروى معمر ، عن زيد بن أسلم : أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : علمني مما علمك الله ، فدفعه إلى رجل يعلمه القرآن ، فعلمه { إذا زلزلت الأرض } حتى بلغ { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } فقال الرجل : حسبي ، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " دعه فقد فقِه الرجل " . وروى الأجلح ، عن أبي إسحاق ، عن امرأته أنها قالت : دخلت على عائشة رضي الله عنها أنا وامرأة أبي السفر ، فجاء سائل يسألها وعندها سلة من عنب ، فأخذت حبة من عنب فأعطته ، فنظر بعضنا إلى بعض : " إن قدر هذا أثقل من ذرات كثيرة ثم قرأت { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.