نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{قَالُوٓاْ أَجِئۡتَنَا لِتَلۡفِتَنَا عَمَّا وَجَدۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا ٱلۡكِبۡرِيَآءُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا نَحۡنُ لَكُمَا بِمُؤۡمِنِينَ} (78)

ولما كان هو الأصل في الرسالة{[38305]} . وكان أخوه له{[38306]} تبعاً ، وحدوا الضمير فقالوا : { أجئتنا } أي أنت يا موسى { لتلفتنا } أي لتقتلنا وتصرفنا { عما وجدنا عليه } وقالوا مستندين إلى التقليد غير مستحيين من ترك الدليل { آباءنا } من عبادة الأصنام والقول بالطبيعة لنقل{[38307]} نحن بذلك { وتكون{[38308]} لكما } أي لك أنت ولأخيك دوننا{[38309]} { الكبرياء } أي بالملك { في الأرض } أي أرض مصر التي هي - لما فيها من المنافع - كأنها الأرض كلها { وما } أي وقالوا أيضاً : ما { نحن لكما } وبالغوا في النفي وغلب عليهم الدهش فعبروا بما دل على أنهم غلبهم الأمر فعرفوا أنه صدق ولم يذعنوا فقالوا : { بمؤمنين* } أي عريقين في الإيمان ، فهو عطف على { أجئتنا } أي قالوا ذاك وقالوا هذا ، أو{[38310]} يكون عطفاً على نحو{[38311]} : فما نحن بموصليك إلى هذا الغرض ، {[38312]}أفردوه أولاً{[38313]} بالإنكار عليه في المجيء ليضعف ويكف{[38314]} أخوه عن مساعدته ، وأشركوه معه ثانياً تأكيداً لذلك الغرض وقطعاً لطمعه ؛ والبعث{[38315]} : الإطلاق في أمر يمضي فيه ، وهو خلاف الإطلاق من عقال ؛ والملأ : الجماعة الذين هم وجوه القبيلة ، لأن هيبتهم تملأ الصدور عند منظرهم ؛ والاستكبار : طلب الكبر من غير استحقاق ؛ والمجرم من اكتسب{[38316]} سيئة كبيرة ، من جرم التمر - إذا قطعه ، فالجرم يوجب قطع الخير عن صاحبه ؛ والسحر : إيهام المعجزة على طريق الحيلة ، ويشبه به البيان في خفاء السبب ؛ والحق : ما يجب الحمد عليه ويشتد دعاء الحكمة إليه ويعظم النفع به والضرر بتركه ؛ والكبرياء : استحقاق صفة الكبر في أعلى المراتب ، وهي صفة مدح لله وذم للعباد لأنها منافية لصفة العبودية .


[38305]:في ظ: الرياسة.
[38306]:زيد من ظ.
[38307]:من ظ، وفي الأصل: لنحقر.
[38308]:هي قراءة حماد بن يحيى عن أبي بكر وزيد عن يعقوب، وفي ظ: تكون، وهي قراءة الجمهور.
[38309]:زيد من ظ.
[38310]:في ظ "و".
[38311]:سقط من ظ.
[38312]:من ظ، وفي الأصل: اقرؤه ولا ـ كذا.
[38313]:من ظ، وفي الأصل: اقرؤه ولا ـ كذا.
[38314]:من ظ، وفي الأصل: يكون.
[38315]:في ظ: البحث.
[38316]:في ظ: ارتكب.