ولما بين لهم عذره بما انتفت به{[39995]} تهمته{[39996]} ، أتبعه بما يدلهم{[39997]} على أن الحق وضح لهم وضوحاً لم يبق معه إلا المعاندة ، فحذرهم عواقبها وذكرهم أمر من ارتكبها فقال : { ويا قوم } وأعز الناس عليّ { لا يجرمنكم } أي يحملنكم { شقاقي } أي{[39998]} شقاقكم لي على { أن يصيبكم } من العذاب { مثل ما } أي العذاب الذي{[39999]} { أصاب قوم نوح } بعد طول أعمارهم وتنائي أقطارهم { أو قوم هود } على شدة أبدانهم وتمادي أمانهم { أو{[40000]} قوم صالح } مع نحتهم البيوت من الصخور وتشييدهم عوالي القصور .
ولما كان للمقاربة{[40001]} أثر المشاكلة والمناسبة ، غير الأسلوب تعظيماً للتهويل فقال : { وما قوم لوط } أي على قبح أعمالهم وسوء حالهم وقوة أخذهم ووبالهم { منكم ببعيد* } أي{[40002]} لا في الزمان ولا في المكان فأنتم أجدر الناس بذكر حالهم للاتعاظ بها ، وإنما فسرت جرم بحمل لأن ابن القطاع نقل أنه يقال : جرمت الرجل : حملته على الشيء ، وقد عزا الرماني تفسيرها بذلك للحسن وقتادة ، ويجوز أن تفسر بما تدور{[40003]} عليه المادة من القطع ، أي لا يقطعنكم شقاقي عن{[40004]} اتباع{[40005]} ما أدعوكم إليه خوف أن يصيبكم ، وقد جوزه الرماني .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.