ولما رهبهم ، أتبعه الترغيب في سياق مؤذن بأنهم إن{[40006]} لم يبادروا إلى المتاب بادرهم العذاب ، بقوله عاطفاً لهذا الأمر على ذلك النهي المتقدم : { واستغفروا ربكم } أي اطلبوا ستر المحسن إليكم ، ونبه على مقدار التوبة بأداة التراخي فقال : { ثم توبوا إليه } ثم علل ذلك مرغباً في الإقبال عليه بقوله : { إن ربي } أي المختص لي{[40007]} بما ترون من الإحسان ديناً ودنيا { رحيم ودود* } أي بليغ الإكرام لمن يرجع إليه بأن يحفظه على ما يرضاه بليغ التحبب إليه ، ولم يبدأه بالاستعطاف على عادته بقوله{[40008]} : يا قوم ، إشارة إلى أنه لم يبق لي وقت آمن فيه وقوع العذاب حتى أشتغل فيه بالاستعطاف ، فربما كان الأمر أعجل من ذلك فاطلبوا مغفرته بأن بأن تجعلوها غرضكم ثم توصلوا إليها بالتوبة ؛ فثم على بابها في الترتيب ، وأما التراخي فباغتبار عظيم{[40009]} مقدار التوبة وعلو رتبتها لأن الغفران لا يحصل بالطلب إلا إن اقترن بها ، هذا الشأن في كل كبيرة من أنها لا تكفر إلا بالتوبة ، وذلك لأن الطاعة المفعولة بعدها تكون{[40010]} مثلها كبيرة في جنس الطاعات كما أن تلك كبيرة {[40011]}في جنس المعاصي{[40012]} فلا تقوى الطاعة على محوها وتكرر{[40013]} الطاعات يقابله تكرر المعاصي بالإصرار الذي هو بمنزلة تكرير المعصية في كل حال ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.