نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَلُوطًا ءَاتَيۡنَٰهُ حُكۡمٗا وَعِلۡمٗا وَنَجَّيۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلَّتِي كَانَت تَّعۡمَلُ ٱلۡخَبَـٰٓئِثَۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمَ سَوۡءٖ فَٰسِقِينَ} (74)

ولما كان سبحانه قد سخر لصديقه لوط عليه السلام إهلاك من عصاه في أول الأمر بحجارة الكبريت التي هي من النار ، وفي آخره بالماء الذي هو أقوى من النار ، تلاه به فقال : { ولوطاً } {[51363]}أي وآتيناه{[51364]} أو{[51365]} واذكر لوطاً ؛ ثم استأنف قوله : { ءاتيناه } {[51366]}أي بعظمتنا{[51367]} { حكماً } أي نبوة{[51368]} و{[51369]}عملاً محكماً بالعلم{[51370]} { وعلماً } {[51371]}مزيناً بالعمل { ونجيناه } {[51372]}بانفرادنا بالعظمة .

ولما كانت مادة " قرا " تدل على الجمع ، قال{[51373]} : { من القرية } {[51374]}المسماة سدوم ، أي من عذابهم وجميع شرورهم ، وأفرد تنبيهاً على عمومها بالقلع والقلب وأنه كان في غاية السهولة والسرعة{[51375]} ، و{[51376]}قال أبو حيان{[51377]} : وكانت سبعاً ، عبر عنها بالواحدة لاتفاق أهلها على الفاحشة . { التي كانت } قبل إنجائنا له منها { تعمل الخبائث } بالذكران ، {[51378]}وغير ذلك من الطغيان{[51379]} ، فاستحقوا النار التي هي أمر المؤلفات ، بما ارتكبوا من الشهوة المحظورة لعدهم لها أحلى{[51380]} الملذذات ، والغمر بالماء القذر المنتن الذي جعلناه - مع أنا جعلنا من الماء كل شيء حي - لا يعيش فيه حيوان ، فضلاً عن أن يتولد منه ، ولا ينتفع به ، لما خامروا من القذر الذي لا ثمرة له .

ولما كان في هذا إشارة إلى إهلاك القرية ، وأن التقدير : ودمرنا عليهم بعد انفصاله عنهم ، علله بقوله : { إنهم كانوا } {[51381]}أي بما جلبوا عليه{[51382]} { قوم سوء } {[51383]}أي ذوي قدرة على الشر{[51384]} بانهماكهم في الأعمال السيئة { فاسقين* } خارجين من كل خير ،


[51363]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51364]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51365]:من مد، وفي الأصل وظ: أي.
[51366]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51367]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51368]:سقط من ظ.
[51369]:سقط من ظ.
[51370]:زيد من ظ ومد.
[51371]:زيد في الأصل: وعملا محكما بالعمل ولم تكن الزيادة في ظ ومد فحذفناها.
[51372]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51373]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51374]:زيد في الأصل: أي ولم تكن الزيادة في ظ ومد فحذفناها.
[51375]:زيد من مد.
[51376]:سقط من ظ.
[51377]:راجع البحر المحيط 6 / 329.
[51378]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51379]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51380]:زيد في الأصل: به، ولم تكن الزيادة في ظ ومد فحذفناها.
[51381]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51382]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51383]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51384]:سقط ما بين الرقمين من ظ.