نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡهِمۡ فِعۡلَ ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَإِقَامَ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءَ ٱلزَّكَوٰةِۖ وَكَانُواْ لَنَا عَٰبِدِينَ} (73)

ولما ذكر أنه أعطاهم رتبة الصلاح في أنفسهم ، ذكر أنه أعطاهم رتبة الإصلاح لغيرهم ، فقال {[51336]}معظماً لإمامتهم{[51337]} : { وجعلناهم أئمة } أي أعلاماً ومقاصد يقتدى بهم {[51338]}في الدين بما أعطاهم من النبوة{[51339]} . ولما كان الإمام قد يدعو إلى الردى ، ويصد عن الهدى ، إذا{[51340]} كانت إمامته ظاهرة لا يصحبها صلاح باطن ، احترز عن ذلك بقوله : { يهدون } أي يدعون إلينا من وفقناه للهداية { بأمرنا } وهو الروح الذي هو العمل المؤسس على العلم بإخبار الملائكة به عنا{[51341]} ، ولإفهام ذلك عطف عليه قوله {[51342]}معظماً لوحيه{[51343]} إليهم{[51344]} : { {[51345]}وأوحينا{[51346]} إليهم } أي{[51347]} أيضاً { فعل } {[51348]}أي أن يفعلوا{[51349]} { الخيرات } كلها {[51350]}وهي شرائع الدين{[51351]} ، ولعله عبر بالفعل دلالة على أنهم امتثلوا كل{[51352]} ما أوحي إليهم .

ولما كانت الصلاة أم الخيرات خصها بالذكر فقال : { وإقام الصلاة } {[51353]}قال الزجاج : الإضافة عوض عن تاء التأنيث{[51354]} . يعني فيكون من الغالب لا من القليل{[51355]} ، {[51356]}وكان سر الحذف تعظيم الصلاة لأنها مع نقصها عن صلاتنا - لما أشار إليه الحذف{[51357]} - بهذه المنزلة من العظمة فما الظن بصلاتنا .

{[51358]}ولما كانت الصلاة بين العبد والحق ، وكان روحها الإعراض عن كل فان ، عطف عليها قوله{[51359]} : { وإيتاء الزكاة } أي التي هي مع كونها إحساناً إلى الخلق بما دعت الصلاة إلى الانسلاخ عنه من الدنيا ، ففعلوا ما أوحيناه إليهم{[51360]} { وكانوا لنا } دائماً {[51361]}جبلة وطبعاً{[51362]} { عابدين* } أي فاعلين لكل ما يأمرون به غيرهم ، فعل العبد مع مولاه من كل ما يجب له من الخدمة ، ويحق له من التعظيم والحرمة .


[51336]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51337]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51338]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51339]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51340]:من ظ ومد، وفي الأصل: إذ.
[51341]:زيد من ظ ومد.
[51342]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51343]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51344]:زيد من مد.
[51345]:تقدم في الأصل على "معظما" والترتيب من مد.
[51346]:تقدم في الأصل على "معظما" والترتيب من مد.
[51347]:زيد من ظ ومد.
[51348]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51349]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51350]:العبارة من هنا إلى "أوحى إليهم" ساقطة من ظ.
[51351]:من مد، وفي الأصل: النبوة.
[51352]:زيد من ظ ومد.
[51353]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51354]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51355]:زيد من مد.
[51356]:العبارة من هنا إلى "الظن بصلاتنا" وقعت وفي الأصل بعد "إيتاء الزكاة" والترتيب من مد، وسقطت من ظ.
[51357]:زيد من مد.
[51358]:وقع ما بين الرقمين في الأصل قبل "وكانوا لنا" والترتيب من ظ ومد.
[51359]:وقع ما بين الرقمين في الأصل قبل "وكانوا لنا "والترتيب من ظ ومد.
[51360]:زيد من ظ ومد.
[51361]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[51362]:سقط ما بين الرقمين من ظ.