تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلُوطًا ءَاتَيۡنَٰهُ حُكۡمٗا وَعِلۡمٗا وَنَجَّيۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلَّتِي كَانَت تَّعۡمَلُ ٱلۡخَبَـٰٓئِثَۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمَ سَوۡءٖ فَٰسِقِينَ} (74)

الآية 74 : وقوله تعالى : { ولوطا آتيناه حكما وعلما } قال بعضهم : حكما ؛ يعني النبوة ، وقال بعضهم : { حكما } أي الفهم والعقل { وعلما } . وجائز أن يكون قوله : { حكما } أي الحكم بين الناس { وعلما } أي العلم الذي كان به يحكم بين الناس .

ومن قال : { حكما } هو النبوة قال : لأن الأنبياء إنما يحكمون بين الناس بالنبوة . فكنوا بالحكم عن النبوة . ومن قال بالفهم فهو لأنه إنما يحكم بين الناس بعد ما فهم من الخصوم ، وإلا حاصل الحكم هو الحكم بين الناس { وعلما } أي العلم الذي به يحكم ، أو { علما } في ما بينه وبين ربه ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث } أضاف عمل الخبائث إلى القرية . ومعلوم أن القرية لا تعمل شيئا ، لكن معناه : { ونجيناه من القرية التي } كان أهلها يعملون الخبائث . وكذلك ذكر في حرف حفصة . وقوله : { الخبائث } كل أنواع الخبث من الكفر والتكذيب بالآيات واللُّوَاطَة وغيرها .

وقوله تعالى : { إنهم كانوا قوم سوء فاسقين } أي كانوا قوم سوء في أفعالهم وأعمالهم التي كانوا يعملونها { فاسقين } أي خارجين عن أمر الله تاركين له . والفسق هو الخروج عن الأمر .