السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلُوطًا ءَاتَيۡنَٰهُ حُكۡمٗا وَعِلۡمٗا وَنَجَّيۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلَّتِي كَانَت تَّعۡمَلُ ٱلۡخَبَـٰٓئِثَۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَوۡمَ سَوۡءٖ فَٰسِقِينَ} (74)

القصة الثالثة : قصة لوط عليه السلام المذكورة في قوله تعالى : { ولوطاً } أي : وآتينا لوطاً أو واذكر لوطاً ، ثم استأنف قوله تعالى : { آتيناه حكماً } أي : نبوّة وعملاً محكماً بالعلم ، وقيل : فصلاً بين الخصوم { وعلماً } مزيناً بالعمل مما ينبغي علمه للأنبياء { ونجيناه من القرية } أي : قرية سدوم { التي كانت } قبل إنجائنا له منها { تعمل } أي : أهلها الأعمال { الخبائث } من اللواط والرمي بالبندق واللعب بالطيور والتضارط في أنديتهم وغير ذلك وإنما وصف القرية بصفة أهلها وأسندها إليها على حذف المضاف وأقامته مقامه ويدل عليه { إنهم كانوا } أي : بما جبلوا عليه { قوم سوء } أي : ذوي قدرة على الشرّ بانهماكهم في الأعمال السيئة { فاسقين } أي : خارجين من كل خير .