نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{يَٰمُوسَىٰٓ إِنَّهُۥٓ أَنَا ٱللَّهُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (9)

ولما تشوفت النفس إلى تحقق الأمر تصريحاً ، قال معظماً له تمهيداً لما أراد سبحانه إظهاره على يده من المعجزات الباهرات : { يا موسى إنه } أي الشأن العظيم الجليل الذي لا يبلغ وصفه { أنا الله } أي البالغ من العظمة ما تقصر عنه الأوهام ، وتتضاءل دونه نوافذ الأفهام ، ثم أفهمه مما تضمن ذلك وصفين يدلانه على أفعاله معه فقال : { العزيز } أي الذي يصل إلى جميع ما يريد ولا يوصل إلى شيء مما عنده من غير الطريق التي يريد { الحكيم* } أي الذي ينقض كل ما يفعله غيره إذا أراد ، ولا يقدر غيره أن ينقض شيئاً من فعله .