ولما أمر سبحانه وتعالى بإظهار {[18190]}الإيمان بهذا القول{[18191]} ، وكان ذلك هو الإذعان الذي هو الإسلام قال - محذراً من الردة{[18192]} عنه عاطفاً على { آمنا } ومظهراً لما من حقه الإضمار لولا إرادة التنبيه على ذلك مشيراً بصيغة الافتعال إلى مخالفة الفطرة الأولى - : { ومن يبتغ } أي يتطلب { غير } دين { الإسلام } الذي هو ما ذكر من الانقياد لله سبحانه وتعالى المشتمل على الشرائع المعروفة التي أساسها الإيمان بعد التلبس به حقيقة بإظهار اتباع الرسل أو مجازاً بالكون على الفطرة الأولى بما أشعر به الابتغاء{[18193]} - كما تقدم ، وكرر الإسلام في هذا السياق كثيراً لكونه في حيز الميثاق المأخوذ بمتابعة الرسول المصدق حثاً على تمام{[18194]} الانقياد له { ديناً } وأتى بالفاء الرابطة إعلاماً{[18195]} بأن ما بعدها مسبب عما قبلها ومربوط به فقال : { فلن يقبل منه } أي في الدنيا ، وأشعر ترتيب هذا على السبب بأنه يرجى زوال السبب لأنه مما عرض للعبد كما جرى في الردة في خلافة الصديق رضي الله تعالى عنه ، فإنه رجع إلى الإسلام أكثر المرتدين وحسن إسلامهم ، وقوله : { وهو في الآخرة من الخاسرين * } معناه : ولا يقبل منهم في الآخرة ، مع زيادة التصريح بالخسارة - وهي{[18196]} حرمان الثواب - المنافية لمقاصدهم ، والقصد الأعظم بهذا{[18197]} أهل الكتاب مع العموم لغيرهم لإقرارهم بهذا النبي الكريم وتوقعهم{[18198]} له ، عالمين قطعاً بصدقه لما في كتبهم من البشارة به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.