نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَمَالِيَ لَآ أَعۡبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (22)

ولما أفهم السياق أنه قال : فإني اتبعتهم في عبادة الله ، بنى عليه قوله جواباً لمن يلومه على ذلك وترغيباً فيما اختاره لنفسه وتوبيخاً لمن يأباه : { وما } أي وأيّ شيء { لي } في أني { لا أعبد الذي فطرني } أي وإليه أرجع ، فله مبدئي ومعادي ، وما لكم لا تعبدون الذي فطركم { وإليه } أي لا إلى غيره { ترجعون * } كذلك ، فهو يستحق العبادة شكراً لما أنعم به في الابتداء ، وخوفاً من عاقبته في الانتهاء ، فالآية من الاحتباك : حذف " وإليه أرجع " أولاً لما دل عليه ثانياً ، وإنكاره عليهم ثانياً بما دل عليه أولاً من إنكاره على نفسه استجلاباً لهم بإظهار الإنصاف ، والبعد عن التصريح بالخلاف ، وفيه تنبيه لهم على موجب الشكر ، وتهديد على ارتكاب الكفر .