غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمَالِيَ لَآ أَعۡبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (22)

1

ثم أبرز الكلام في معرض المناصحة لنفسه وهو يريد مناصحة قومه . قال الحكيم { الذي فطرني } إشارة إلى وجود المقتضى . وقوله { ومالي } إشارة إلى عدم المانع من جانبه فإن كل امرئ هو أعلم بحال نفسه ، والمقتضى وإن كان مقدماً في الوضع والطبع على المانع إلا أن المقتضي ههنا لظهوره كان مستغنياً عن البيان رأساً فقدّم عدم المانع لأجل البيان ولهذا لم يقل " وما لكم لا تعبدون " كيلا يذهب الوهم إلى أنه لعله يطلب العلة والبيان وإنما ورد في سورة نوح { ما لكم ترجون لله وقاراً } [ الآية : 13 ] لأن القائل هناك داع لا مدعو فكأن الرجل قال : مالي لا أعبد وقد طلب مني ذلك . وفي قوله { وإليه ترجعون } بيان الخوف والرجاء ولهذا لم يقل " وإليه أرجع " كأنه جعل نفسه ممن يعبد الله لذاته لا لرغبة أو رهبة .

/خ44