فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَمَالِيَ لَآ أَعۡبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (22)

ثم أبرز الكلام في معرض النصيحة لنفسه ، وهو يريد مناصحة قومه فقال : { وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي }{ وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي } أي : أي مانع من جانبي يمنعني من عبادة الذي خلقني ، ثم رجع إلى خطابهم لبيان أنه ما أراد نفسه بل أرادهم بكلامه فقال :

{ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } أضاف الفطرة إلى نفسه ، والرجوع إليهم لأن الفطرة أثر النعمة وكانت عليه أظهر والرجوع فيه معنى الزجر ، فكان بهم أليق ، ولذلك لم يقل : إليه أرجع ، وفيه مبالغة في التهديد وهذه الطريقة أحسن من ادعاء الالتفات