ولما أجمل أمره كله في هاتين الآيتين ، شرع في تفصيله فقال مشيراً إلى مبادرتهم إلى العناد من غير توقف أصلاً التي أشار إليها حذف المبتدأ والاقتصار على الخبر الذي هو محط الفائدة : { فلما جاءهم } أي موسى عليه السلام { بالحق } أي بالأمر الثابت الذي لا طاقة لأحد بتغيير شيء منه ، كائناً { من عندنا } على ما لنا من القهر ، فآمن معه طائفة من قومه { قالوا } أي فرعون وأتباعه { اقتلوا } أي قتلاً حقيقياً بإزالة الروح { أبناء الذين آمنوا } أي به فكانوا { معه } أي خصوهم بذلك واتركوا من عداهم لعلهم يكذبونه { واستحيوا نساءهم } أي اطلبوا حياتهن بأن لا تقتلوهن .
ولما كان هذا أمراً صاداً في العادة لمن يؤمن عن الإيمان وراداً لمن آمن إلى الكفران ، أشار إلى أنه سبحانه خرق العادة بإبطاله فقال : { وما } أي والحال أنه ما كيدهم - هكذا كان الأصل ولكنه قال : { كيد الكافرين } تعميماً وتعليقاً بالوصف { إلا في ضلال } أي مجانبة للسداد الموصل إلى الظفر والفوز لأنه ما أفادهم أولاً في الحذر من موسى عليه السلام ولا آخراً في صد من آمن به مرادهم ، بل كان فيه تبارهم وهلاكهم ، وكذا أفعال الفجرة مع أولياء الله ، ما حفر أحد منهم لأحد منهم حفرة مكر إلا أركسه الله فيها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.