{ فَلَمَّا جَاءَهُمْ } موسى { بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا } وهي معجزاته الظاهرة الواضحة { قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ } قال قتادة هذا قتل غير القتل الأول لأن فرعون قد كان أمسك وكف عن قتل الولدان وقت ولادة موسى فلما بعث الله موسى وأحس بأنه وقع ما وقع ، أعاد القتل على بني إسرائيل غيظا وحنقا فكان يأمر بقتل الذكور وترك الإناث ، ومثل هذا قول فرعون .
{ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ } والمعنى أعيدوا عليهم ما كنتم تفعلونه أولا ، زعما منه أن يصدهم بذلك عن مظاهرته ، ظنا منهم أنه المولود الذي حكم المنجمون والكهنة بذهاب ملكهم على يده ، فشغلهم الله عن ذلك بما أنزل عليهم من أنواع العذاب كالضفادع والقمل والدم والطوفان إلى أن خرجوا من مصر فأغرقهم الله تعالى .
{ وَاسْتَحْيُوا } أي استبقوا { نِسَاءَهُمْ } للخدمة { وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ } أي في خسران وضياع ووبال ، لأنه يذهب باطلا ولا يغني عنهم شيئا ، ويحيق بهم ما يريده الله عز وجل وإن الناس لا يمتنعون من الإيمان وإن فعل بهم مثل هذا ، بل ينفذ عليهم لا محالة القدر المقدور ، والقضاء المحتم واللام إما للعهد والإظهار في موضع الإضمار لذمهم بالكفر والإشعار بعلة الحكم ، أو للجنس وهم داخلون فيه دخولا أوليا ، والجملة اعتراض جيء بها في تضاعيف ما حكي عنهم من الأباطيل ، للمسارعة إلى بيان بطلان ما أظهروه ، واضمحلالا بالمرة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.