فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَلَمَّا جَآءَهُم بِٱلۡحَقِّ مِنۡ عِندِنَا قَالُواْ ٱقۡتُلُوٓاْ أَبۡنَآءَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ وَٱسۡتَحۡيُواْ نِسَآءَهُمۡۚ وَمَا كَيۡدُ ٱلۡكَٰفِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ} (25)

{ فَلَمَّا جَاءهُمْ بالحق مِنْ عِندِنَا } ، وهي معجزاته الظاهرة الواضحة { قَالُواْ اقتلوا أَبْنَاء الذين ءامَنُواْ مَعَهُ واستحيوا نِسَاءهُمْ } قال قتادة : هذا قتل غير القتل الأوّل ، لأن فرعون قد كان أمسك عن قتل الولدان وقت ولادة موسى ، فلما بعث الله موسى أعاد القتل على بني إسرائيل ، فكان يأمر بقتل الذكور وترك النساء ، ومثل هذا قول فرعون : { سَنُقَتّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ } [ الأعراف : 127 ] { وَمَا كَيْدُ الكافرين إِلاَّ في ضلال } أي في خسران ووبال ، لأنه يذهب باطلاً ، ويحيق بهم ما يريده الله عزّ وجلّ .