تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَلَمَّا جَآءَهُم بِٱلۡحَقِّ مِنۡ عِندِنَا قَالُواْ ٱقۡتُلُوٓاْ أَبۡنَآءَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ وَٱسۡتَحۡيُواْ نِسَآءَهُمۡۚ وَمَا كَيۡدُ ٱلۡكَٰفِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَٰلٖ} (25)

الآية 25 وقوله تعالى : { فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا } قال بعضهم : أي جاءهم بالتوحيد ، وقال بعضهم : أي جاءهم بالرسالة ، وكان غير هذا أقرب : أي فلما جاءهم بما يظهر عندهم من الحجج أنها آيات وأنها من عندنا جاء ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ } أمروا{[18213]} أتباعهم أن يقتلوا أبناء من آمن منهم لينزجروا بذلك عن متابعة موسى لمّا رأوا{[18214]} أن ما كان من التمويهات والحِيل لم تمنعهم عن اتباعه ، بل كانوا يتّبعونه ، فأوعدوهم {[18215]} بقتل الأبناء كما كان [ فرعون ]{[18216]} أمر بقتل الأبناء عندما قيل له : إن ذهاب مُلكك بولد يولد ، كذا والله أعلم .

وقوله تعالى : { وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ } لا شك أن كيدهم في الآخرة في ضلال ، ولكن أراد كان كيدهم في الدنيا ظهر أنه ضلال حين{[18217]} لم يمنعهم [ كيدهم وحيلهم وتمويهاتهم ]{[18218]} عن اتباع موسى عليه السلام .


[18213]:في الأصل وم: أمر.
[18214]:في الأصل وم: رأى.
[18215]:في الأصل وم: فأوعدهم.
[18216]:ساقطة من الأصل وم.
[18217]:في الأصل وم: حيث.
[18218]:في الأصل وم: كيده وحيله وتمويهاته.