نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَٱلَّذِينَ ٱهۡتَدَوۡاْ زَادَهُمۡ هُدٗى وَءَاتَىٰهُمۡ تَقۡوَىٰهُمۡ} (17)

ولما ذكر ما هم {[59576]}عليه وشنع عليهم{[59577]} أقبح{[59578]} الذكر ، ذكر الذين آتاهم العلم فقال : { والذين اهتدوا } أي اجتهدوا باستماعهم منك في مطاوعة داعي الفطرة الأولى إلى الوقوع على الهدى بالصدق في الإيمان والتسليم والإذعان بأنواع المجاهدات { زادهم } أي الله الذي طبع على قلوب الجهلة { هدى } {[59579]}بأن شرح صدورهم ونورها بأنوار المشاهدات فصارت أوعية للحكمة " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم {[59580]}{ وآتاهم تقواهم * }{[59581]} أي بين لهم ما هو أهل لأن يحذر{[59582]} ووفقهم لاجتنابه{[59583]} مخالفة للهوى ، فهم القسم الأول من آية توطئة المثل { الذين هم على بينة من ربهم } ومعنى الإضافة أنه آتى كلاًّ منهم منها بحسب ما يقتضيه حاله ، قال ابن برجان : التقوى عمل الإيمان كما أن أعمال الجوارح عمل الإسلام - انتهى{[59584]} .


[59576]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59577]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59578]:من ظ ومد، وفي الأصل: بأقبح.
[59579]:زيد في الأصل: أي، ولم تكن الزيادة في ظ ومد فحذفناها.
[59580]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[59581]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59582]:من ظ ومد، وفي الأصل: يجيدو.
[59583]:من ظ ومد، وفي الأصل: لاجتناب.
[59584]:ليس في ظ ومد.