فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَٱلَّذِينَ ٱهۡتَدَوۡاْ زَادَهُمۡ هُدٗى وَءَاتَىٰهُمۡ تَقۡوَىٰهُمۡ} (17)

ثم ذكر حال أضدادهم فقال : { والذين اهتدوا زَادَهُمْ هُدًى } أي والذين اهتدوا إلى طريق الخير ، فآمنوا بالله ، وعملوا بما أمرهم به زادهم هدًى بالتوفيق ، وقيل : زادهم النبي صلى الله عليه وسلم ، وقيل : زادهم القرآن . وقال الفراء : زادهم إعراض المنافقين واستهزاؤهم هدًى . وقيل : زادهم نزول الناسخ هدًى ، وعلى كل تقدير ، فالمراد : أنه زادهم إيماناً وعلماً وبصيرة في الدين { وآتاهم تقواهم } أي ألهمهم إياها وأعانهم عليها . والتقوى قال الربيع : هي الخشية ، وقال السديّ : هي ثواب الآخرة ، وقال مقاتل : هي التوفيق للعمل الذي يرضاه ، وقيل : العمل بالناسخ وترك المنسوخ ، وقيل : ترك الرخص والأخذ بالعزائم .

/خ19