نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَهَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا ٱلسَّاعَةَ أَن تَأۡتِيَهُم بَغۡتَةٗۖ فَقَدۡ جَآءَ أَشۡرَاطُهَاۚ فَأَنَّىٰ لَهُمۡ إِذَا جَآءَتۡهُمۡ ذِكۡرَىٰهُمۡ} (18)

ولما كان أشد ما يتقى القيامة التي هم بها مكذبون ، سبب عن اتباعهم الهوى قوله تعالى : { فهل ينظرون } أي ينتظرون ، ولكنه جرده{[59585]} إشارة إلى شدة قربها { إلا الساعة } ولما كان كأنه قيل : ما-{[59586]} ينتظرون من أمرها ؟ {[59587]}أبدل منها قوله{[59588]} : { أن تأتيهم } أي تقوم عليهم ، وعبر بالإتيان زيادة في التخويف{[59589]} { بغتة } أي فجاءة من غير شعور بها ولا استعداد لها .

ولما دل ذلك على مزيد القرب ، وكان مجيء علامات الشيء أدل على قربه مع الدلالة على عظمته ، قال معللاً للبغتة{[59590]} : { فقد } {[59591]}ودل على القوة بتذكير الفعل فقال{[59592]} : { جاء أشراطها } أي علاماتها{[59593]} المنذرات بها من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم{[59594]} " بعثت أنا والساعة كهاتين " انشقاق القمر المؤذن بآية الشمس في طلوعها من مغربها وغير ذلك ، وما بعد مقدمات الشيء إلا حضوره{[59595]} .

ولما كان المجيء من أهوالها تذكرها{[59596]} قبل حلولها للعمل بما يقتضيه التذكر{[59597]} ، وكانت إذا جاءت شاغلة عن كل شيء ، سبب عن مجيئها قوله تعالى : { فأنّى } أي فكيف ومن أين { لهم{[59598]} إذا جاءتهم } أي الساعة وأشراطها المعينة لها{[59599]} مثل طلوع الشمس من مغربها{[59600]} { ذكراهم{[59601]} * } لأنهم في أشغل الشغل ولو{[59602]} فرغوا لما تذكروا فعملوا{[59603]} ما أفاد لفوات وقت الأعمال وشرطها ، وهو العمل على الإيمان بالغيب ، وهكذا ساعة الإنسان التي تخصه وهي{[59604]} موته وأشراطها{[59605]} الحاثة على الذكرى {[59606]}وهو{[59607]} المرض والشيب ونحو ذلك ، ومن أشراطها المعينة لها التي لا{[59608]} ينفع معها العمل الوصول إلى حد الغرغرة .


[59585]:ومن هنا تستأنف نسخة م.
[59586]:زيد من م ومد.
[59587]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: ماذا قال.
[59588]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: ماذا قال.
[59589]:زيد في الأصل: فقال، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59590]:من ظ، وفي الأصل: بالبغتة، وليست الكلمة في م ومد.
[59591]:وقع ما بين الرقمين في الأصل و ظ بعد "للبغتة" والترتيب من م ومد.
[59592]:وقع ما بين الرقمين في الأصل و ظ بعد "للبغتة" والترتيب من م ومد.
[59593]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: العلامات.
[59594]:زيد بعده في الأصل و ظ: وفي هذا إشارة بقوله صلى الله عليه وسلم، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59595]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: حضور انتهى.
[59596]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: تذكرة.
[59597]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: الذكر.
[59598]:زيد في الأصل: من شافع يشفع لهم أو راحم يرحمهم، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59599]:زيد في الأصل: وذلك، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59600]:زيد في الأصل: وما هو مذكور من أشراطها مما تقدم، ولم تكن الزيادة في ظ م ومد فحذفناها.
[59601]:زيد في الأصل: أي، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[59602]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: لما.
[59603]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: لعلموا.
[59604]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: هو.
[59605]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: هي.
[59606]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59607]:سقط ما بين الرقمين من ظ و م ومد.
[59608]:زيد من ظ ومد.