ولما كان التقدير التفاتاً إلى مقام العظمة إعلاماً بأن القضاء كله بيده لئلا يظن نقص في نفوذ الكلمة : فانظروا ما صرفنا لكم في هذه السورة من الآيات وأوضحنا بها من شريف الدلالات ، لقد أتينا فيها بعجائب التصاريف وكشفنا عن غرائب التعاريف ، عطف عليه قوله : { وكذلك } أي ومثل هذا التصريف العظيم { نصرف } أي ننقل جميع { الآيات } من حال إلى حال في المعاني المتنوعة سالكين من وجوه البراهين ما يفوت القوى ويعجز القُدَر لتحير ألباب{[30759]} المارقين وتنطلس{[30760]} أفكار المانعين ، علماً منهم بأنهم عجزة عن الإتيان بما يدانيها فتلزمهم الحجة{[30761]} { وليقولوا } اعتداء لا عن ظهور عجزهم " دارست{[30762]} " أي غيرك من أهل الكتاب أو غيرهم في هذا حتى انتظم لك هذا الانتظام وتم لك هذا التمام ، فيأتوا ببهتان بيّن عواره ظاهرة أسراره ، مهتوكة أستاره ، فيكونوا كأنهم قالوا : إنك أتيت به عن علم ونحن جاهلون لا نعلم شيئاً ، فيعلم كل موفق أنهم ما رضوه لأنفسهم مع ادعاء الصدق والمنافسة في البعد عن أوصاف الكذب إلا لفرط الحيرة وتناهي الدهشة وإعواز القادح{[30763]} ، و{[30764]} الحاصل أنه أتى به على هذا المنهاج الغريب والأسلوب العجيب ليعمى ناس{[30765]} عن بينة{[30766]} ويبصر آخرون ، وهم المرادون بقوله : { ولنبينه } أي القرآن لأنه المراد بالآيات المسموعة { لقوم يعلمون * } أي أن المراد من{[30767]} الإبلاغ في البيان أن يزداد الجهلة به جهلاً ، ويهتدي من كان للعلم أهلاً ، فلا يقولون : " دارست " بل يقولون : إنه من عند الله ، فالآية من الاحتباك : إثبات ادعاء المدارسة أولاً يدل على نفيها ثانياً ، وإثبات العلم ثانياً يدل على عدمه أولاً ، وهي من معنى { يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً{[30768]} }[ البقرة : 26 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.