قوله : { وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست } الآية [ 106 ] .
المعنى : وكما صرفنا لكم الحجج والعلامات فيما تقدم مثل ذلك أفعل في كل ما جهلتموه ولم تعرفوه ، ومعنى ( نُصَرّف ) : نبين{[21280]} .
وقوله : { وليقولوا درست } أي : ( ولئلا يقولوا درست ){[21281]} .
وقيل : المعنى : وليقولوا درست صرفناها ، لأنهم لما آل أمرهم بَعدُ – ( عند تصريف الآيات ){[21282]} – إلى أن يقولوا لمحمد : ( درست ){[21283]} . صار كأنه إنما صرَّفها ليقولوا ذلك ، مثل { ربنا ليضلوا }{[21284]} ، و{ ليكون لهم عدوا ( وحزنا ){[21285]} } وشبهه ، وأهل اللغة يسمون هذه اللام لام الصيرورة{[21286]} ، لأن السبب الذي ( صيرهم ليقولوا له ){[21287]} : ( درست ) ، هو تصريف { الآيات }{[21288]} .
ومعنى ( دَرَسْتَ }{[21289]} : قرأت وتعلمت{[21290]} كتب الأولين{[21291]} .
ومن قرأ ( دَارَسْتَ ){[21292]} فمعناه : قارَأْتَ{[21293]} أهل الكتاب فتعلمت منهم وتعلموا منك{[21294]} .
ومن قرأ ( دَرَسَتْ ) /{[21295]} بإسكان التاء{[21296]} ، فمعناه : تقادمت وأمحت ، أي : الذي تتلوه{[21297]} علينا قد مر بنا قديما و( تطاولت ){[21298]} مدته{[21299]} .
وروى الحسن : ( دَارَسَتْ ) بألف{[21300]} وإسكان التاء{[21301]} . ولا يجيزها{[21302]} أبو حاتم ، لأن الآيات لا تدارس{[21303]} . ومعنى الآية عند غيره . وليقولوا : دارستك{[21304]} أمتك{[21305]} .
{ ولنبينه لقوم يعلمون } أي : صرفناها لنبين القرآن لقوم يعلمون{[21306]} . فالهاء ( في ){[21307]} { ولنبينه } للقرآن ، وقيل : للتصريف{[21308]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.