نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَكَذَّبَ بِهِۦ قَوۡمُكَ وَهُوَ ٱلۡحَقُّۚ قُل لَّسۡتُ عَلَيۡكُم بِوَكِيلٖ} (66)

كان هذا { و } الحال أنه { كذب به } أي هذا العذاب أو القرآن المشتمل على الوعد والوعيد والأسباب المبينة للخلق جميع ما ينفعهم ليلزموه{[29938]} وما يضرهم ليحذروه{[29939]} { قومك } أي الذين من حقهم أن يقوموا بجميع أمرك ويسروا بسيادتك ، فإن القبيلة إذا ساد أحدها عزت به ، فإن عزه عزها وشرفه شرفها ، ولا سيما إذا كان{[29940]} من بيت الشرف ومعدن السيادة ، وإذا سفل أحدها اهتمت به غاية الاهتمام وسترت عيوبه مهما أمكنها{[29941]} فإن عاره لاحق بها ، فهو من عظيم التوبيخ لهم{[29942]} ودقيق التقريع ، وزاد ذلك بقوله : { وهو } أي والحال أنه { الحق } أي الثابت الذي لا يضره التكذيب به ولا يمكن زواله .

ولما كان الإنسان ربما حصل له اللوم بسبب قومه ، كان صلى الله عليه وسلم في هذا المقام بمعرض أن يخاف عاقبة ذلك ويقول : فماذا{[29943]} أصنع بهم ؟ فقال تعالى معلماً أنه ليس عليه بأس من تكذيبهم : { قل لست } وقدم الجار والمجرور للاهتمام به معبراً بالأداة الدالة على القهر والغلبة فقال{[29944]} : { عليكم بوكيل * } أي حفيظ ورقيب لأقهركم على الرد عما أنتم فيه .


[29938]:في ظ: فيلزموه.
[29939]:من ظ، وفي الأصل: ليحذرون.
[29940]:في ظ: كان- كذا.
[29941]:في ظ: أمهلها.
[29942]:في ظ: بهم.
[29943]:في ظ: فما.
[29944]:سقط من ظ.